انخفاض ملحوظ بأسعار النفط بفعل تباطؤ الاقتصاد العالمي وتراجع الطلب العالمي
وسط حالة من القلق تهيمن على الأسواق العالمية، شهدت أسعار النفط انخفاضات ملحوظة الأسبوع الماضي أثارت جدلا واسعا في الأوساط الاقتصادية. حيث تداول المتابعون والمتخصصون أخبار الخسائر الكبيرة التي تكبدها خام برنت وخام غرب تكساس الأمريكي وسط تساؤلات عن مستقبل السوق النفطية عالميا وعن أسباب هذا التراجع غير المسبوق منذ فترة طويلة.
خسائر كبيرة وأسئلة حول المصير
أكدت تقارير حديثة صادرة عن منظمة أوابك أن أسعار النفط سجلت خسارة أسبوعية بنحو 8.3٪ بالنسبة لخام برنت و7.5٪ لخام غرب تكساس الأمريكي، لتسجل بذلك أكبر هبوط شهري من نوفمبر 2021. ويقول خبراء إن هذا التراجع السريع في الأسعار ناتج عن جملة عوامل متداخلة أبرزها زيادة إنتاج مجموعة أوبك+ بدولها القوية مثل السعودية وروسيا والعراق والإمارات والكويت، بالإضافة إلى كازاخستان والجزائر وعمان، حيث قررت الاتفاق فعلا على رفع إنتاجها في يونيو المقبل بهدف السيطرة على تراجع المخزونات.
المخاوف العالمية من الركود والاتفاقيات الدولية
لكن القصة لا تقف عند الإنتاج فقط، إذ أن السوق تتأثر بشدة أيضا بتداعيات تباطؤ الاقتصاد العالمي وسط الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين. خبراء السوق يؤكدون أن هذه الحرب قد تؤدي إلى تراجع كبير في الطلب العالمي على النفط، خاصة مع صدور بيانات سلبية عن أداء الاقتصاد الأمريكي مؤخرا، والذي سجل انكماشا لأول مرة منذ ثلاث سنوات، مما انعكس على حركة الاستهلاك وثقة المستهلكين بشكل ملحوظ.
ملامح مستقبلية وتحركات أمريكية ودولية
ومن ضمن المستجدات اللي هزت السوق تعهد الرئيس الأمريكي بفرض عقوبات إضافية تجاه أي جهة تتعامل بالنفط الإيراني، خاصة بعد تعثر مفاوضات البرنامج النووي. ده احتمال يخلي الشركات والدول تتحايل أو تبتعد عن شراء النفط الإيراني، وبالتالي تتأثر الإمدادات بشكل محسوس، ويبلغ النقص المتوقع حوالي 1.5 مليون برميل. على الناحية التانية، بدأت أصوات في الصين وأمريكا تميل إلى التهدئة ودراسة مقترحات جديدة حول الرسوم الجمركية، اللي لو تمت فعلا ممكن ترخي شوية الضغوط عن السوق النفطية.
ومع تقارير عن انخفاض مخزونات النفط التجارية الأمريكية مع ارتفاع الصادرات، وكمان تراجع عدد حفارات النفط العاملة هناك لأدنى مستوى منذ يناير الماضي، يبدو إن المرحلة الجاية مليانة تطورات هتحدد مصير أسعار النفط في الشهور الجاية. السوق في انتظار أي إشارات جديدة من كبار اللاعبين أو تحركات دولية ممكن تغير قواعد اللعبة في لحظة.
