الجدعان يعلن مراجعة أولويات الصرف ومشروعات التنمية

قال وزير المالية محمد الجدعان إن الحكومة السعودية ستستمر في خطتها الحالية للإنفاق، رغم التحديات الناجمة عن اتساع العجز في الميزانية. وأشار إلى أهمية مراجعة الاستثمارات والمشروعات الكبرى في سياق انخفاض أسعار النفط والغموض الذي يعصف بالاقتصاد العالمي. هذه التصريحات جاءت خلال مقابلة مع صحيفة فاينانشيال تايمز، حيث أكد الجدعان أن هذه المرحلة تمثل فرصة استراتيجية للمملكة لإعادة تقييم برامجها المالية.

في إطار حديثه، أكد الجدعان أن الحكومة لن تعتبر هذه الأزمة عبئًا، بل فرصة لتبني إصلاحات هيكلية. وقال: "إذا كانت هناك حاجة لقرارات جريئة، فإن هذه اللحظة هي الأنسب لذلك". وخلال حديثه، تساءل حول كيفية تنفيذ المشروعات: "هل نحتاج للتعجيل بها أم يجب التأجيل أو إعادة الجدولة؟".

أولويات الإنفاق

وأشار الجدعان إلى أن الهدف الأساسي هو تفادي الوقوع في فخ التباينات الاقتصادية بين الازدهار والانكماش. يجب أن يكون تركيز الإنفاق على دعم النمو بدلاً من البحث عن التوازن المالي على المدى القصير.

آفاق مستقبلية إيجابية

أوضح الجدعان أن اتساع العجز إلى 3% أو حتى 5% من الناتج المحلي الإجمالي ليس مدعاة للقلق، طالما أن هذا الإنفاق يعزز من القطاعات غير النفطية. كما أكد على قوة الاحتياطات المالية والمصرفية للمملكة.

تعديل الإستراتيجية الاستثمارية

في نفس السياق، أشار الجدعان إلى أن صندوق الاستثمارات العامة يقوم بإعادة ضبط استراتيجيته وأولوياته، استجابة للتغيرات الاقتصادية المحلية والعالمية. وأشار إلى عدم وجود أي سيناريو يهدد تجاوز الديون الحد الأقصى المسموح به، والذي يقدر بـ 40% من الناتج المحلي الإجمالي.

يركز هذا التوجه الجديد على استخدام الأزمة كنافذة لإحداث تغييرات إيجابية ودعم التنمية المستدامة في المملكة.