استباقاً لتفادي الزحام في طواف الوداع

شهدت الحرمين الشريفين أمس حشوداً من الحجاج الذين أنهوا مناسكهم بطواف الوداع، في أجواء اتسمت بالنظام العالي والإنسيابية. وقد تزامن هذا الحدث مع تطبيق خطة متكاملة من قبل الهيئة العامة للعناية بشؤون الحرمين، بالتعاون مع عدد من الجهات المختصة، مما أتاح للزوار أداء طقوسهم دون أي معوقات.

استعدادات مكثفة لموسم الحج

وفي ما يتعلق بقدرة المسجد الحرام على استيعاب الحجاج، أظهرت الأرقام قدرة الطواف على تغطية أكثر من 107 آلاف طائف في الساعة. وقد تم تجهيز خدمات عدة تشمل 400 عربة كهربائية و210 بوابات ذكية لضمان تسهيل حركة الحجاج وتجنب الازدحام. كما شهد سعي الحجاج بين الصفا والمروة قدرة استيعابية تجاوزت 118 ألف ساعٍ في الساعة، مما يعكس الجهود الضخمة المبذولة لهذا الموسم.

تجهيزات حديثة لخدمة الحجاج

وأشارت التقارير إلى جاهزية 12 عربة مخصصة للتحلل من النسك و4 مواقع لحفظ الأمتعة. بالإضافة إلى ذلك، تم توفير مستشفيين و99 موقعاً لدورات المياه، مع وجود أكثر من 50 نقطة إرشاد ميدانية. هذه المرافق أسهمت في تصوير صورة إيجابية للحج وعكس مستوى التنظيم المتقدم.

وأشاد كثير من الحجاج بالنظام المتبع، حيث عبر الحاج محمد صالح من السنغال عن إعجابه الكبير بما رآه من تنسيق، واصفاً ذلك بالمستوى غير المسبوق. ومن جهتها، أكدت الحاجة كاميلا أحمد من كازاخستان أن تجربتها كانت مدهشة منذ لحظة وصولها إلى جدة، على الرغم من حرارة الطقس.

تطبيقات وخدمات جديدة

تضمنت الخدمات الجديدة ممرات مكيّفة مزودة برذاذ ماء بارداً، وحافلات ذكية تستخدم تقنية GPS. كما تم توفير محطات زمزم الذكية التي تتيح للشخص الحصول على الماء دون تلامس، وأساور ذكية تربط الحاج بمركز التوجيه، إضافة الى عيادات متنقلة وسيارات إسعاف جاهزة.

تظل جهود المملكة العربية السعودية في تحسين تجربة الحجاج ملهمّة للكثير، بينما تُظهر هذه الأنشطة قوة التنظيم والإدارة في أكبر تجمع إنساني سنوي.