دراسة حديثة تبرز تأثير الانقلاب الصيفي على توقيت الإزهار والاحترار العالمي يهدد هذا التوازن

يصادف الانقلاب الصيفي كل عام أطول يوم في النصف الشمالي من الكرة الأرضية، فهو يحمل معه الدفء والمهرجانات. ومع ذلك، تكشف أبحاث علمية جديدة أن لهذا الحدث السنوي دورا أكبر من مجرد كونه بداية للصيف، إذ يُعتبر مؤشرا حيويا للنمو والتكاثر لدى النباتات. أظهرت هذه الدراسة التي قام بها علماء من جامعة كولومبيا البريطانية أن الانقلاب الصيفي بات يواجه تهديدا كبيرا مع ارتفاع درجات حرارة الكوكب.
دور الانقلاب الصيفي في تحديد التوقيت
ذكر الدكتور فيكتور فان دير ميرش، باحث ما بعد الدكتوراه في كلية الغابات، أن النباتات تعتمد على الانقلاب الصيفي كفترة مثالية للنمو. ومع ذلك، فإن التغيرات المناخية المتزايدة قد تجعل هذه الإشارة أقل موثوقية. تاريخيا، كان يُعتقد أن طول النهار هو العامل الرئيسي الذي يحدد نمو النباتات، ولكن الدراسة الجديدة تشير إلى أن الانقلاب الصيفي يعد توقيتا حراريا قائما، يوفر توازنا بين الدفء ومدة الزمن اللازمة للنمو.
تأثير تغير المناخ على توقيت النمو
تكشف الدراسة أن المناخات المحلية قد تؤثر على توقيت النمو، حيث تكتمل دورة حياة بعض النباتات قبل الانقلاب في مناطق معينة. كما يوضح ذلك الدكتورة إليزابيث وولكوفيتش، التي شاركت في الدراسة، حيث أكدت أن زيادة التقلبات المناخية تجعل من الصعب على النباتات التكيف مع تغيرات الإشارات الضوئية والحرارية.
الحاجة لفهم هذه الإشارات تصبح أكثر أهمية في ظل التغير المناخي، لتجنب تأثيرات سلبية على الأمن الغذائي والتنوع البيولوجي. فالنباتات التي تزهر في توقيت خاطئ قد تتعرض لمخاطر عدة، مما قد يؤثر سلباً على إنتاج المحاصيل.
الآفاق المستقبلية والبحث المستمر
يشير الباحثون إلى ضرورة إجراء تجارب تفصل بين إشارات الضوء والحرارة، لضمان فهم أعمق لديناميكيات نمو النباتات. ما يزيد من أهمية هذا البحث هو أن الانقلاب الصيفي قد لا يعد الإشارة البيولوجية الموثوقة كما كان يُعتقد في السابق، مما يدعو إلى فهم جديد حول كيفية تكيف النباتات في عالم يعاني من اضطرابات مناخية متزايدة.