تفاعل أسعار الذهب مع بيانات التضخم الأمريكية
خلال الأسبوع الماضي ظهرت بيانات التضخم الأمريكية وسط توقعات تمثلت في مؤشر أسعار المستهلكين الذي جاء أعلى مما كان متوقعاً بينما بيانات مؤشر أسعار المنتجين أكدت تراجعاً ملحوظاً, كما يوليو أظهرت مبيعات التجزئة تطوراً يُقلل من احتمالية خفض البنك الاحتياطي الفيدرالي الفائدة بشكل كبير خلال اجتماع سبتمبر, مما أثر بشكل مباشر على توقعات الأسواق.
أسعار الذهب اليوم تعكس التغيرات الحاصلة حيث سجل عيار 24 نحو 5194 جنيهاً وعيار 21 بلغ 4545 جنيهاً بينما عيار 18 استقر عند 3896 جنيها, بالإضافة إلى جنية الذهب الذي وصل إلى 36360 جنيهاً, تعكس هذه الأرقام تحركات السوق وما يؤثر بها على المستويات المستقبلية في تداول الذهب.
تشير التوقعات الحالية إلى أن البنك الفيدرالي الأمريكي سينخفض الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية في سبتمبر, والأسواق تعاملت مع هذا السيناريو, أي تغييرات في تلك التوقعات قد تتسبب في تحركات ملحوظة في أسعار الذهب, لذا من الهام متابعة التطورات بشكل دقيق لتحديد الاتجاهات المناسبة.
انخفاض أسعار الفائدة الأمريكية يعتبر عنصراً إيجابياً بالنسبة للذهب, حيث يقلل من تكلفة الفرصة البديلة, كون الذهب لا يوفر عائداً, مما يدفع المستثمرين للابتعاد عن أسواق الدين الأمريكية, وبالتالي يميلون للاستثمار في الذهب كخيار آمن, مما يسهم في رفع الطلب عليه.
في المقابل تنتظر الأسواق نتائج القمة بين الرئيس الأمريكي والرئيس الروسي, والتي يتم وصفها بالقمة “عالية المخاطر”, لمناقشة اتفاق وقف إطلاق النار في أوكرانيا, صياغة النتائج قد تؤثر بشكل كبير على أسواق الذهب وتوجهاتها, وهذا ما يتم مراقبته عن كثب من قبل المحللين.
الرئيس الأمريكي حذر من “عواقب وخيمة” في حال عرقلة القمة, مما يعكس توترات الأسواق, وقد تؤدي أي نتائج إيجابية إلى تقليل الطلب على الذهب كملاذ آمن, بينما أي علامات على تصاعد التوترات قد تدفع بأسعار الذهب للارتفاع وبالتالي يؤثر ذلك على المصالح الاقتصادية بشكل واسع.
وأشار بنك ANZ إلى أن المخاطر الاقتصادية والجيوسياسية قد تزداد في النصف الثاني من العام, ما يعزز جاذبية الذهب كملاذ آمن, مع استمرار ضعف الدولار الأمريكي وارتفاع إمكانية زيادة الرسوم الجمركية, مما يمثل دعماً قوياً لتوقعات الذهب الإيجابية على المدى القريب.
تقرير التزامات المتداولين الأخير أكد على وجود تحركات ملحوظة في عقود شراء الذهب, حيث أظهرت انخفاضاً في العقود المخصصة للشراء بمقدار 4079 عقداً بينما العقود البيعية شهدت ارتفاعاً بمقدار 3486 عقداً, بالتأكيد يعكس هذا التقرير التغيرات الجارية في الأسواق.
تتبع هذه التحركات في المضاربة سواءً في الشراء أو البيع يعكس ردود فعل السوق تجاه الضغوط الجيوسياسية الحالية, بالإضافة إلى تغير توقعات السياسة النقدية الأمريكية, ما يجعل الذهب في وضعية دائمة للدراسة والتحليل, مما يعكس أهمية فهم ديناميكيات السوق.
