أجهزة صغيرة تعمل بالطاقة الشمسية تكشف أسرار منطقة غامضة من الغلاف الجوي

اختبر العلماء أجهزة تعمل بالطاقة الشمسية في بيئات شبه فراغية تحاكي الخصائص الموجودة في الغلاف الجوي العلوي للأرض، هذه التجارب قد تفتح آفاق جديدة في فهم علوم الغلاف الجوي، حيث تم عرض النتائج في ورقة بحثية نُشرت في مجلة Nature، خلال التجربة، أظهرت الأجهزة قدرتها على البقاء في ظروف مشابهة للغلاف الجوي العلوي بكفاءة عالية.
أوضح بن شافر، الباحث الرئيسي في ورقة البحث، أن هذه النتائج تسهم في تعزيز إمكانات البحث في منطقة تُعرف بالغلاف الجوي المجهول، حيث لا تستطع الطائرات الوصول إليها، إرسال أجهزة قادرة على الطيران في هذه المنطقة سيوفر بيانات جوية دقيقة تفيد في فهم التغيرات المناخية وتأثيراتها على الأرض، هذه النتائج تحمل أهمية خاصة.
الغلاف الجوي المجهول يمتد بين ارتفاعات 30 و53 ميلًا وهو جزء من الطبقة الميزوسفير، يتعذر على الوسائل الحالية مثل الطائرات والأقمار الصناعية أخذ عينات من هذا المجال، رغم أن أجهزة الاستشعار المُثبتة على الصواريخ تقوم بجمع بيانات أنماط معينة، إلا أن الكثير مما يحدث في هذه المنطقة لا يزال غامضًا، لذا فإن إمكانية استكشافه تمثل تحديًا مهمًا.
يُعتبر الغلاف الجوي المجهول حاجزًا بين الغلاف الغازي للأرض والفضاء الخارجي، إذ إن الانبعاثات الشمسية تُخزن جزءاً كبيراً من طاقتها في هذه المنطقة، مما قد يؤثر على الأرض بشكلٍ مباشر، مثلما تفعل العواصف المغناطيسية التي تؤثر على الشبكات الكهربائية وتزعزع الأقمار الصناعية، لذلك فإن البحث هنا أمر حيوي لتحسين نماذج الطقس.
شدد شيفر على أهمية جمع بيانات دقيقة حول الرياح ودرجات الحرارة والضغوط في هذه المنطقة، هذه المعلومات ستعزز النماذج المناخية الحالية، وهو عمل من شأنه أن يُغلق الفجوة الموجودة في البيانات المُتاحة، مما يسهل جهود العلماء لفهم أفضل لتغيرات المناخ وتأثيراتها المستقبلية على كوكب الأرض.
استلهم الباحثون من أفكار ديفيد كيث، الذي اقترح استخدام تقنيات جديدة لتخفيف آثار تغير المناخ، قد تكون الأغشية العاكسة وسيلة مبتكرة لتحسين البيئة من خلال تقنيات متطورة، وفي حال فشلت الجهود الأخرى للحد من الانبعاثات الكربونية، قد تُعتبر الحلول الجيولوجية الهندسية ضرورية لحماية كوكبنا من التغيرات المناخية الضارة.