كريستانتوس أوتشي: رحلة ‘الوحش النيجيري’ من عالم الهواة إلى تألق الليجا

يعيش النيجيري كريستانتوس أوتشي، مهاجم نادي خيتافي الإسباني، فترة رائعة حظيت بإشادة كبيرة من الصحافة والجماهير، حيث صعد من دور لاعب وسط مدافع في الدرجات الدنيا إلى مهاجم تحت الأضواء، مما جعله واحدًا من أبرز أسلحة الفريق المدريدي المؤثرة، وهذا التحول المذهل يعكس عزيمته وطموحاته العالية في عالم كرة القدم.
وُلِد أوتشي في مدينة أويري النيجيرية، وبدأ مشواره الرياضي كهواية مع أقرانه، قبل أن ينتقل في يوليو 2022 إلى نادي مورالو سي بي الإسباني، الذي كان نقطة البداية لتألقه في عالم الاحتراف، حيث سرعان ما أثبت نفسه في الفريق وتسجيل عدة أهداف، مما جعله اكتشافًا مهمًا في صفوف النادي.
بعد انضمامه بشكل رسمي في نوفمبر، شارك أوتشي مع الفريق الرديف في دوري الدرجة الأولى بمنطقة إكستريمادورا، وسرعان ما تمكن من تسجيل هدفه الأول بعد أيام قليلة من ظهوره الأول، مما أتاح له الفرصة للانتقال إلى الفريق الأول الذي بدأ فيه بالتألق بسرعة، إلا أنه واجه صعوبة في الصعود.
في يوليو 2023، انضم أوتشي إلى إيه دي سبتة إف سي في دوري الدرجة الثالثة، ورغم التوقعات ببدء مغامرته مع الفريق الرديف، إلا أنه أقنع المدرب بسرعة وبرز كعنصر أساسي، معطياً انطباعًا قويًا بجودته وقدراته على اللعب تحت الضغوط، ما جذب انتباه الأندية الكبرى لموهبته.
اهتمام الأندية الكبرى لم يتأخر، حيث أفادت تقارير صحيفة موندو ديبورتيفو في يناير 2024 أن ريال بيتيس كان يراقب اللاعب بنحو جاد، وهذا يعكس الإمكانات الكبيرة التي يحملها كريستانتوس، ويدل على صعوده السريع في عالم كرة القدم الإسبانية.
في فبراير 2024، تم حسم انتقال أوتشي إلى خيتافي، وأُعلن عن تفاصيل الصفقة في يونيو مع توقيع عقد يمتد لأربعة سنوات، حيث شارك في مباراته الأولى في الليجا في 15 أغسطس 2024 أمام أتلتيك بلباو، وسجل هدف التعادل الذي ساهم في تعزيز مكانته كنجم صاعد.
تحت قيادة المدرب خوسيه بوردالاس، تغير مسار أوتشي بشكل جذري، فقد انتقل من لاعب وسط مدافع إلى مهاجم صريح يتمتع بقدرات متعددة، مما عزز تأثيره داخل الملعب، حيث أظهر مرونة كبيرة في اللعب في عدة مراكز، ما جعله عنصرًا لا غنى عنه في تشكيلة الفريق.
موسم مضى كان حافلاً بالنسبة لأوتشي، حيث كان الأكثر مساهمة بالأهداف مع خيتافي، وتمكن من تكرار تألقه في هذا الموسم، إذ سجل هدفًا رائعًا أمام سيلتا فيجو بعدما أنجز مجهودًا آخر صنع من خلاله هدفًا، ليؤكد قوة أدائه في المباريات الحاسمة.
في مايو 2025، جاء استدعاء أوتشي لأول مرة لقائمة المنتخب النيجيري في بطولة ودية تحمل اسم كأس الوحدة، حيث تألق وسجل ركلة الترجيح الحاسمة أمام جامايكا، ليمنح اللقب لـ”نسور نيجيريا”، وبهذا الأداء تزايدت الإشادات حول موهبته الكبيرة في الساحة الدولية.
بعمر 22 عامًا فقط، أصبح أوتشي موضوع حديث الإعلام الإسباني بفضل ما يتمتع به من مرونة تكتيكية وقوة بدنية ومهارية، حيث يرى الكثيرون أنه يمتلك مزيجًا مثيرًا من قدراته الفنية، واعتبره البعض كخليط بين يايا توريه وأوسيمين ودروجبا، مع القدرة على الإبداع في أي مركز.
يبدو أن “الوحش النيجيري” يسير بخطوات واثقة نحو قمة النجومية في الليجا، ويتوقع أن يُسمع اسمه قريبًا في أروقة الأندية الأوروبية الكبرى، ليواصل رحلته الملهمة من ملاعب الهواة إلى قمة كرة القدم، ويستمر في إبهار عشاق اللعبة بموهبته الاستثنائية.