كاليفورنيا تشهد انطلاق أول مشروع لتحلية المياه تحت سطح البحر في التاريخ

تستعد ولاية كاليفورنيا لإطلاق مشروع مبتكر يتعلق بتحلية المياه تحت سطح البحر، حيث سيتم تثبيت العديد من الكبسولات المتخصصة في قاع البحر والذي يستهدف إنتاج حوالي 60 مليون جالون يومياً، مما يساهم في توفير 227 مليون لتر من المياه العذبة بحلول عام 2030، هذا المشروع يأتي استجابةً للتحديات المائية المتزايدة التي تعاني منها الولاية.
تواجه كاليفورنيا مشاكل كبيرة في تأمين الإمدادات المائية، نتيجة درجات الحرارة المرتفعة والجفاف المتواصل، بالإضافة إلى انخفاض منسوب نهر كولورادو وتراجع ذوبان الثلوج، لذا تعتبر هذه المبادرة ضرورية لتوفير مياه صالحة للشرب من مياه المحيط الهادئ، مع الأخذ في الاعتبار أهمية التصدي لأزمة المياه غير المسبوقة.
أطلقت هذه المبادرة شركة “أوشن ويل” المتخصصة في تكنولوجيا المياه بالتعاون مع دائرة مياه لاس فيرجينيس، التي تزود سكان غرب لوس أنجلوس، وجاءت هذه الشراكة بالتعاون مع عدة وكالات مائية أخرى، مما يعكس الطموح الكبير لتحقيق الرؤية المستقبلية لتحلية المياه تحت سطح البحر.
سيتم نشر حوالي 60 وحدة تحلية في عمق 400 متر بخليج سانتا مونيكا، ويستفيد النظام من ضغط المياه الطبيعي لدفعها عبر مرشحات دقيقة، وتساهم هذه التقنية في إزالة الملح والجسيمات البلاستيكية والفيروسات، مما يجعلها تقنية فعالة في معالجة المياه الملوثة.
تستطيع كل وحدة من الوحدات المعتمدة إنتاج مليون جالون من المياه النقية يومياً، مع الحفاظ على التوازن البيئي، حيث لا يتطلب النظام تدخلاً ميكانيكياً ويتميز بكفاءة استهلاك الطاقة، مما يجعله خياراً اقتصادياً يتماشى مع متطلبات حماية البيئة.
أشار الرئيس التنفيذي لشركة “أوشن ويل” إلى أهمية هذا المشروع في مواجهة أزمة نقص المياه، حيث ستساهم “مزرعة المياه 1” في معالجة الظروف المناخية المتغيرة واحتياجات المجتمعات المحلية، مما يسهل تحقيق توازن بين الإمدادات المائية والطلب المتزايد.
في مارس 2025، أُجريت تجربة ناجحة للنظام تحت سطح البحر بالتعاون مع دائرة مياه لاس فيرجينيس، مع الاستمرار في تطوير الدراسات اللازمة لربط المشروع بشبكات المياه القائمة، مما يعزز من احتمالية نجاح المبادرة وسط تقييمات بيئية واجتماعية شاملة.
من المتوقع أن يستفيد من مشروع تحلية المياه سكان بلدية لاس فيرجينيس ومدن أخرى مثل بوربانك، حيث سيتم تبادل المياه المنتجة بين شركاء الائتلاف بطريقة مرنة، مما يعكس التوجه التعاوني لتلبية احتياجات المجتمع.
يمثل هذا المشروع خطوة هامة نحو تنفيذ حلول مستدامة لأزمة المياه العالمية، ومن الممكن أن يصبح نموذجاً يُطبق في مناطق أخرى تعاني من نقص الموارد المائية، مشيراً إلى إمكانات الابتكار والنمو في هذا المجال الحيوي.