موظفو مايكروسوفت يدعون الشركة لسحب استثماراتها من إسرائيل

أعرب عدد من موظفي شركة مايكروسوفت الأمريكية عن احتجاجهم من خلال دعوات قوية لسحب استثمارات الشركة من إسرائيل، حيث تم استخدام برمجيات مايكروسوفت من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي لتنفيذ عمليات في غزة، وهذا يتضمن مراقبة الفلسطينيين عبر منصة Azure لتخزين البيانات، إذ يظهر ذلك الضغط المتزايد على الشركة لوقف تعاملاتها مع إسرائيل بسبب الأوضاع المتوترة في غزة
وذكرت وكالة بلومبيرج الأمريكية أن العشرات من موظفي مايكروسوفت احتلوا المقر الشرقي للشركة في ريدموند بولاية واشنطن، وقد طالب هؤلاء بشكل جماعي بإيقاف استثمارات مايكروسوفت في إسرائيل، حيث يعكس هذا التحرك الإصرار على اتخاذ إجراءات ملموسة من قبل الشركة في ظل الأوضاع الجارية والتي تثير القلق والجدل
وفي تطور لاحق، قام نحو ثلاثين موظفًا بإقامة خيام في مكان الاحتجاج ورفعوا لافتاتهم، لكن الاحتجاجات انتهت عندما تدخلت الشرطة وطلبت من المتظاهرين مغادرة المكان، مشيرة إلى أنهم قد يواجهون اعتقالاً بتهمة التعدي على الممتلكات العامة، وعلى الرغم من ذلك، استمر النقاش حول دور البرمجيات في الصراعات
وبحسب صحيفة الجارديان البريطانية، فقد تم استخدام منصة Azure من قبل الوحدة العسكرية الإسرائيلية 8200 لجمع وتخزين عدد هائل من التسجيلات لمكالمات فلسطينيين يعيشون في الضفة الغربية وغزة، وهذا التحليل يعكس جوانب جديدة لم تعُرَف من قبل عن استخدام التكنولوجيا في الصراعات السياسية
تعتبر منصة Azure من مايكروسوفت من أبرز خدمات الحوسبة السحابية التي تُستخدم من قبل الأفراد والشركات والحكومات لتشغيل التطبيقات وتخزين البيانات، فقد تُعَد بديلاً ملموسًا للخوادم المحلية من أجل تسريع العمليات وتحسين الأداء، واعتبرت الشركة خلال وقت سابق أنها لم تكن على دراية بمثل تلك الممارسات
علاوة على ذلك، يأتي هذا الاحتجاج في إطار تحذيرات متزايدة من منظمات مثل الأمم المتحدة بشأن الأوضاع الإنسانية المتدهورة في غزة، حيث يُعاني السكان من المجاعة وسوء التغذية، بالإضافة إلى انتشار الأمراض، مما يزيد من الضغوطات على شركات التكنولوجيا العالمية والمسؤوليات الاجتماعية
في الأيام الماضية، أفادت صحيفة الجارديان بفتح مايكروسوفت تحقيقًا خارجيًا عاجلاً للبحث في كيفية استخدام وحدة الاستخبارات الإسرائيلية 8200 للمنصة السحابية “Azure” في جمع بيانات دقيقة لمكالمات فلسطينية، وهو الأمر الذي يتطلب تدقيقًا إضافيًا لضمان التوافق مع أخلاقيات استخدام التكنولوجيا في السياقات الإنسانية
صحيفة الجارديان أشارت إلى أن هذا التحقيق يعد الثاني خلال العام الجاري، حيث تهدف مايكروسوفت إلى التأكد مما إذا كان استخدام الجيش الإسرائيلي لتقنياتها قد خالف شروط الخدمة، وذلك في سياق المراقبة الجماعية التي قد تُهدد خصوصية المدنيين وتعرقل المبادئ الأساسية للأمان والحقوق