مستقبل رودريجو مع ريال مدريد بين التفاؤل والقلق يثير تساؤلات متعددة
في عالم كرة القدم المليء بالتغيرات المفاجئة، يجد اللاعب البرازيلي رودريجو نفسه في مرحلة استثنائية مع ريال مدريد، بعد أن كان له دور محوري في الهجوم لاحقاً أصبح وجوده كأنه يذوب، يتراجع مستوى الحب والتقدير من المدرب والمشجعين، ورغم التصريحات الإيجابية لتشابي ألونسو إلا أن الأرقام تجسد حقيقة قاسية، وعدد دقائق اللعب تقلص بشكل ملحوظ، مما يترك علامة استفهام كبيرة حول مستقبله.
عندما تحدث تشابي ألونسو عن رودريجو عقب مباراة أوساسونا، أكد أنه يعتمد على اللاعب، مؤشراً بأن ما جرى لا يعكس مستقبله، لكن الأرقام الجافة تعكس الواقع، فمشاركته في المباريات كانت محدودة، حيث لا تعدو سوى 93 دقيقة من أصل 630، وهذا يثير القلق حول حالته ومكانته في تشكيلة الفريق، في ظل وجود أسماء لامعة تتنافس على مركزه.
في الوديات أيضاً لم يستطع رودريجو أن يبهر المتابعين، بل كانت أغلب مشاركاته على دكة البدلاء، وفي المباريات الرسمية، لم ينجح في ترك بصمة واضحة، أو حتى إظهار مهاراته، مما يزيد من تعقيدات وضعه داخل الفريق، ويجعل إمكانية المنافسة على مركز أساسي بعيد المنال في ظل تألق زملائه.
تصريحات المدرب تبدو للتخفيف من حدة الضغوط، لكن العمل على الأرض يظهر صعوبة الأمر، وفي المباراة الأولى من الدوري، لم يكن له نصيب من الدقائق، وهذا يضعه في خانة اللاعبين الذين هم خارج التنافس، ويشير إلى أن المنافسة ستكون شديدة هذا الموسم من أجل الظهور في القائمة الأساسية.
من المحتمل أن تشهد المباراة المقبلة أمام ريال أوفييدو تغييرات، فرودريجو يحتاج لدليل قوي ليظهر قدراته، ويتوجب عليه التحدي لاستعادة اعتباره كلاعب قدير، وبدون ذلك، ستكون فترة الانتقالات المقبلة هي الخيار الوحيد له إن أراد الهروب من هذه الأزمة المتكررة.
مع اقتراب كأس العالم، يواجه رودريجو ضغوطاً إضافية لتغيير مجرى أحداث الموسم، إذ تعتمد خياراته على استعادة مستواه والمشاركة بفعالية مع الفريق، يعي تماماً أن المنافسة في المنتخب الوطني تحتدم، ويجب أن يكون جزءاً من تشكيلة أنشيلوتي، أو المخاطرة بفوات الفرصة.
آخر هدف سجله رودريجو يعود إلى مارس، ومنذ ذلك الحين لم يتمكن من العودة للميدان وإحراز الأهداف، لا للأداء ولا للمستوى المعهود، وهذا يعد عائقاً أمامه خاصة في ظل الظروف المحيطة، مما يعكس صورة قاتمة عن نجم كان يُعتَقد أنه سيكون له دور بارز مستقبلاً.
في حال اختار رودريجو مغادرة ريال مدريد، سيكون أمامه خيارات معقدة في فترة الانتقالات، وخصوصاً أن النادي لا يرغب بالتفريط بلاعب يحمل قيمة سوقية عالية، ووجود اهتمام من أندية كبرى كمانشستر سيتي لن يكون كافياً إذا لم تترجم إلى تحركات فعلية على أرض الواقع.
مع انتهاء فترة الانتقالات، سيكون لدى رودريجو فرصة لتحديد مستقبله بناءً على أدائه في المباراة القادمة، فهو يحتاج إلى تقديم مستوى يضمن له العودة إلى الواجهة، وتحقيق الحلم بالمشاركة في كأس العالم، أمامه تحدٍ كبير يتطلب منه اجتيازه بجدارة للعودة للطريق الصحيح.
