إطلاق فعاليات التراث الثقافي المغمور بالمياه بجهود وزير السياحة ومحافظ الإسكندرية
أطلق شريف فتحي وزير السياحة والآثار والفريق أحمد خالد حسن سعيد محافظ الإسكندرية فعاليات التراث الثقافي المغمور بالمياه، التي تستمر لمدة يومين بمنطقة الإسكندرية، وتشمل عدة مواقع أثرية ومتاحف، حيث يعد هذا الحدث فرصة لتعزيز مكانة المدينة كوجهة سياحية فريدة وجاذبة للعالم، كما تسلط الفعاليات الضوء على التاريخ الغني للإسكندرية، وتحافظ على التراث الثقافي المصري.
متحف الإسكندرية القومي استضاف افتتاح معرض “أسرار المدينة الغارقة” الذي يضم 86 قطعة أثرية، حيث تمتد فترة المعرض لستة أشهر، ويعرض القطع التي تعكس الحياة اليومية والمعتقدات في العصرين البطلمي والروماني، الأمر الذي يعد بمثابة جسر للتواصل مع ماضي المدينة العريق ومصدر فخر للأجيال الحالية والمستقبلية.
خلال الجولة داخل المعرض، قام الزوار بالتعرف على أبرز تلك القطع التاريخية، بالإضافة إلى المكتبة الخاصة بالمتحف التي تحتوي على 1100 كتاب متنوع، حيث تسعى المكتبة لتعزيز المعرفة والبحث في مجالات آثار متنوعة، مما يجعلها مركز جذب للباحثين والمهتمين بالمعلومات الثقافية والاجتماعية، وتعكس الرؤية المتكاملة للمتحف في دعم التعليم والثقافة.
وزير السياحة في كلمته شدد على أهمية إدخال الأنشطة الثقافية على منصة “EgyTap” التي تم إطلاقها مؤخرًا، حيث يسعى لتعزيز التواصل والمعرفة لدى الزوار، وتحقيق التفاعل المباشر مع المكتبات الأثرية، لتمكين الجمهور من الوصول إلى المعلومات المفيدة بطريقة مبتكرة تثير اهتمامهم وتشجعهم على الاستكشاف.
في إطار الاحتفالية، أكد وزير السياحة على تميز مدينة الإسكندرية بمزيجها الفريد من التاريخ والحداثة، مشيرًا إلى ضرورة تعزيز موقع المدينة على خريطة السياحة العالمية، كما استعرض الجهود المبذولة للتعاون مع البعثات الأثرية العاملة في مصر، مما يعكس القدرات الكبيرة للبلاد في مجال السياحة والآثار.
الجولة التفقدية التي أجراها الوزير شملت مواقع أثرية مثل المتحف اليوناني الروماني وقلعة قايتباي، حيث أبدى إعجابه بما تم تحقيقه من تطوير في تلك المواقع، وأكد أن تلك المشروعات هي بداية لمرحلة جديدة تهدف إلى إبراز الإسكندرية في أبهى صورها كوجهة سياحية متميزة.
وعبّر الوزير عن استعداد الوزارة لتعزيز برامج الرحلات السياحية التي تشمل مدينة الإسكندرية، مما يتيح ربط المدينة بالساحل الشمالي، وهي خطوة تهدف لزيادة تدفق السياح، كما أشار إلى قرب افتتاح المتحف المصري الكبير، والذي سيمثل حدثًا عالميًا بجذب أنظار العالم نحو عراقة الحضارة المصرية.
وزير السياحة سلط الضوء على المنصة الإلكترونية التي أطلقتها الوزارة مؤخراً، لرفع كفاءة العاملين في القطاع السياحي، وتعزيز النمو الملحوظ في عدد السائحين الوافدين إلى مصر، مما يعكس الاستقرار والجهود المبذولة لتحقيق هذا الإنجاز الوطني، والدور الهام الذي تلعبه السياحة في الاقتصاد المصري.
في ختام كلمته، قدم الوزير شكره للحضور والقائمين على تنظيم المعرض، وأكد أن الجهود التي تبذل اليوم تمثل خطوة كبيرة نحو تعزيز مكانة مصر كوجهة سياحية رئيسية، وهو ما سيسهم في إحياء التراث الثقافي المغمور بالمياه وتقديمه للجمهور بشكل يتناسب مع قيمته الكبيرة.
رحب المحافظ بفكرة المعرض، مشيرًا إلى دوره الكبير في إبراز التراث الثقافي للإسكندرية، وتعزيز الهوية الحضارية للمدينة، كما أوضح أن هذا الحدث يأتي في إطار رؤية الدولة للحفاظ على التراث، وتقديم المشروعات التي تسلط الضوء على مكانة المدينة كعاصمة ثقافية.
المحافظ أعرب عن فخره بالجهود المبذولة للحفاظ على الآثار البحرية، وأكد أن الإسكندرية ماضية نحو أن تصبح متحفًا مفتوحًا، حيث يتم عرض التاريخ الثقافي والمعماري للمدينة، وذلك يعزز من مكانتها على المستوى السياحي والإقليمي.
الدكتور محمد إسماعيل خالد استعرض التاريخ العريق للإسكندرية، وأكد أهمية تطوير مشاريع جديدة تسهم في الحفاظ على الآثار المغمورة تحت مياه البحر المتوسط، مما يعكس التنوع الفريد للتراث الثقافي، ويعزز الفخر الوطني لمصر في الحفاظ على هويتها.
كما أعرب عن سعادته بالمشاركة اليوم، مشيرًا إلى نجاح المعرض في عرض قطع أثرية كانت مغمورة تحت المياه وتم كشفها مؤخرًا، مما يعد إضافة قيمة لتاريخ المدينة الغني، ويبرز جانبًا مهمًا من التراث الثقافي الذي يمكن أن يفيد الأجيال القادمة.
الوزير والمحافظ شهدوا اليوم أيضاً عملية انتشال بعض القطع الأثرية من مياه البحر المتوسط، مما يعكس الاستثمارات الكبيرة في مجال الأثار البحرية، وسيتم توقيع مذكرة تفاهم مع الصين بشأن الآثار البحرية، وهي خطوة تعزز التعاون الثقافي بين الدولتين.
المشاركون في الاحتفال شملوا عددًا من الشخصيات العامة والمسؤولين في مجال السياحة والآثار، مما يعكس أهمية الحدث ودعمه من قبل المجتمع العريض في مصر، حيث تشارك الجهود لعرض وجه مصر الحضاري وترسيخ مكانتها السياحية العالمية.
