استثمارات رقمية جديدة: ربط الأردن بمصر يعزز سرعة الإنترنت

أكدت شركة “نايتل” الأردنية، التي تعتبر ذراع الاتصالات لمدينة العقبة الرقمية، أهمية الربط الجديد بين الأردن ومصر والمتمثل في الكابل البحري “كورال بريدج” ويعكس هذا الدعم الحكومي من الطرفين أهمية المشروع الاستراتيجي الذي سيساهم في تحديث البنية التحتية الرقمية ويعزز التعاون في مجالات الاتصالات خلال الفترة المقبلة، مما يفتح آفاق جديدة للاستثمارات الرقمية.
أوضح مصدر مسئول بالشركة أن هذا الربط الجديد يعد بديلاً مباشراً وحيوياً بين الأردن ومصر حيث يعزز العمق الاستراتيجي للاتصالات الأردنية عبر ربطها بأكبر شبكات نقل البيانات، ويعد خطوة نحو مساعدة مزودي الخدمة في الأردن والأسواق المجاورة على تحسين مستوى الاتصال الإقليمي والدولي وزيادة التعاون في مشروعات المستقبل.
وجود الكابل البحري “كورال بريدج” من خلال مدينة العقبة الرقمية يعمل على تحسين الاعتمادية فمن خلال هذا المسار الجديد، ستحصل الشركات والمزودون على خيار إضافي عالي الكفاءة للاتصال، ما يعني توفير إنترنت أسرع وأكثر استقراراً ويقلل من معدلات الانقطاع، مما يسهم في تحسين الخدمات المقدمة للأفراد والشركات.
تعتبر نقطة الإنزال في العقبة الرقمية (ADH) بمثابة منصة حيادية لجميع مزودي الخدمة حيث تعزز الربط مع نقطة تبادل الإنترنت المحلية AqabaIX كفاءة تبادل البيانات وتخفض التكاليف، ما ينعكس على جودة الخدمات المقدمة ويساهم في تحسين الاستجابة لاحتياجات السوق المحلي ويسهل الوصول إلى الخدمات الرقمية.
انتقالاً إلى تأثير المشروع على أسعار الخدمات، أشار المسئول إلى أن وجود سعات دولية إضافية ستخفض الكلفة التشغيلية على مزودي الخدمة وتزيد من المنافسة بينهم، مما يؤدي إلى أسعار أكثر مرونة وخدمات محسَّنة، خاصة مع الاستفادة من استقرار أكبر في الاتصال وارتباط مباشر بالمنصات الرقمية.
أما بالنسبة لحجم السعة الإضافية، أوضح المسئول أن الكابل مصمم لحمل سعات ضخمة تصل إلى “Petabit” عبر عشرات أزواج الألياف الضوئية، وبالتالي يلبي الاحتياجات المتزايدة للإنترنت في الأردن، ما سيمنح دفعة قوية للبنية التحتية لمراكز البيانات والحوسبة السحابية.
يعتبر التكامل مع أكبر مركز بيانات محايد في المملكة عنصرًا مهمًا في هذا المشروع، حيث وإن امتلاك مركز بيانات بسعة 12 ميجاواط يمكن توسيعه لتلبية احتياجات الأسواق يعمل على توفير بيئة آمنة لاستضافة التطبيقات والخدمات المهمة، حيث تتعزز قدرة الأردن على تقديم خدمات رقمية متكاملة وجذب الاستثمارات.
حول تعزيز الربط مع دول خليجية وآسيوية بالمستقبل، أكد المسئول أن وجود محطة إنزال محايدة بالقرب من البحر الأحمر يمنح مرونة لإنشاء مسارات إضافية، مما يمكن الأردن من أن يصبح بوابة لحركة البيانات بين القارات ويعزز مكانته كممر رقمي بين آسيا وأوروبا.
في الإطار العام لمشروعات الربط البحري، تجري حاليا دراسة عدة مشاريع جديدة تهدف إلى تفعيل الربط الإقليمي والدولي من خلال ميناء العقبة، مما يؤكد أهمية المدينة كبوابة رئيسية للربط وكمركز للاتصالات المتطورة في المنطقة.
تعد مدينة العقبة الرقمية واحدة من المراكز الحاسمة في الأردن، حيث تحتوي على أكبر مركز بيانات محايد ولديها القدرة على احتضان الابتكارات التكنولوجية الحديثة، مما يدعم رؤية المملكة في التحول الرقمي وتوسيع قاعدة الاستثمار في قطاع التكنولوجيا المتقدمة.
تقدم العقبة الرقمية مجموعة شاملة من الحلول، مثل السحابة العامة، ونقطة تبادل الإنترنت AqabaIX، حيث تشكل هذه الأنظمة بيئة مثالية لاستضافة التطبيقات الرقمية والخدمات السحابية، وهي خطوة مهمة في تعزيز الاقتصاد الرقمي للأردن.
يبرز مشروع “كورال بريدج” كخطوة بارزة في تطوير البنية التحتية الرقمية، حيث يربط للمرة الأولى بين مصر والأردن عبر كابل بحري مباشر بعد 25 عاماً، مما يعزز التواصل الرقمي السريع ويوفر فرصًا جديدة للاستثمار في قطاع الاتصالات.