ذكريات لا تُنسى: ريال مدريد وأوفييدو يجددان تاريخًا عريقًا في سباعية متألقة

بعد مرور خمسة وعشرين عامًا على ابتعاده، يستعد ريال مدريد للعودة إلى ملعب تارتيري حيث شهدت مسيرته لحظات من الفرح و أخرى من الحزن، سباعية تاريخية واستقبال شرفي من فريق أوفييدو قبل أن يودع الدرجة الأولى، يعود الصراع مجددًا لتجديد الذكريات العريقة بين الفريقين في مباراة تحظى بترقب كبير من الجماهير.
ملعب كارلوس تارتيري، الذي يعد موطن ريال أوفييدو، يستضيف مرة أخرى مباراة في الدرجة العلمية، حدث غير متكرر منذ منتصف عام 2001، مرت 24 سنة من المعاناة في بعض الفترات للكثير من مشجعي أوفييدو، ويتجدد اللقاء مع نفس الخصم الذي شهدت أولى محطات الهبوط له وهو ريال مدريد.
أعرب تشابي ألونسو عن حماسه الكبير لاقتراب المباراة مع فريق أوفييدو الذي يعد الزائر الأخير لملعب تارتيري قبل 24 عامًا، حيث حسم ريال مدريد لقب الدوري قبل جولتين، بعد فوز ساحق على ألافيس، حدث تاريخي شهد لحظات من الفرح والاحتفالات داخل أركان النادي الملكي.
ريس النادي فلورنتينو بيريز كان سعيدًا بلقب الدوري الأول في عهده، وأبدى طموحه لجلب الأسماء الكبيرة إلى النادي مثل زيدان، في ذات اليوم، أقام أوفييدو ممرًا شرفيًا لريال مدريد استقباله الذي يعد لحظة مميزة في تاريخ الناديين، ولا تزال تلك الذكريات راسخة في الأذهان.
تحت قيادة المدرب رادومير أنتيتش، كان موقف أوفييدو قبل تلك المباراة صعبًا، حيث كانوا في نزاع للبقاء ضمن فرق الدرجة الأولى، وقد ضمنوا بقائهم في المباراة السابقة بفوز ضيق، ومع بداية المباراة، أحرز خايمي هدفًا ليضع أوفييدو في المقدمة، ولكن عدة أحداث قلبت موازين اللقاء.
بعد إحراز هدف التعادل من سولاري، واجه أوفييدو موقفًا صعبًا بعد طرد أولي بفارق دقيقتين عن انتهاء الشوط الأول، فقد كانت النتيجة لمصلحة ريال مدريد، وفي نهاية المطاف، هبط أوفييدو للدرجة الثانية بعد عدة هزائم محبطة وخسارة قاسية في المباراة الأخيرة ما أسفر عن غيابه عن الدرجة الأولى لفترة طويلة.
ستعود الحالة التنافسية بين فريقي ريال Madrid وأوفييدو، إذ تعود ذكريات اللقاء الذي بدأ في عيد الميلاد 1932، حيث يسعى تشابي ألونسو إلى تحقيق النصر بعد سلسلة من النتائج السلبية خلال آخر أربع زيارات لفريقه إلى تارتيري، الأمر الذي يضيف مزيدًا من التوتر والأهمية لهذه المباراة.
تاريخ الفريقين شهد نتيجتين متتاليتين من التعادل، حيث كانت أخر مرة فاز فيها ريال مدريد على أوفييدو تحت إشراف فابيو كابيللو، كانت لحظة تاريخية عاشها عشاق الفريق، المباراة التي خاضها الريال شهدت تألق بعض اللاعبين مثل ميياتوفيتش وسوكر، بينما تلك المباراة لم تكن سهلة أبدًا.
استمر ريال مدريد في مواجهة صعوبات على ملعب أوفييدو، حيث تعرض لأحد أسوأ الهزائم عبر تاريخه والذي أتى بعد خسارة فادحة بنصف دزينة من الأهداف وذلك في عام 1947، لتظل تلك المباراة علامة بارزة لا تُنسى في تاريخ الكرة الإسبانية والأرقام القياسية للأندية.
كلما تجمع ريال أوفيدو مع مدريد، يعود إلى الأذهان ذكرى اللاعب بيتر دوبوفسكي، الذي فقد حياته بشكل مأساوي في عام 2000 وهو في ريعان شبابه، انتقل إلى النادي الملكي وكان له بصمة واضحة خلال فترة قصير، عاش العديد من المشجعين عبر ذاك العملاق السلوفاكي المبدع وسط أحداث متكررة تنبض بالشغف والترقب.
ستظل ذكريات دوبوفسكي حاضرة بقوة في أذهان من عرفوه، ومع إقامة أوفييدو في الدرجة الأولى بجوار عيد ذكرى وفاته، فإن اللاعبين والجماهير يتطلعون للاحتفال بمسيرته، حيث يستمر التواصل مع التاريخ وماضٍ يحمل في طياته الكثير من الذكريات العذبة التي لا تُنسى.