التلوث الضوئي يضطر الطيور لتغريد ساعة إضافية يومياً

لاحظ الباحثون تغيراً ملحوظاً في سلوك الطيور، حيث أصبحت تُغرد لفترة أطول بحوالي ساعة يومياً، وقد أظهرت التحليلات لاستجابات الصوتية أن السبب الرئيسي وراء ذلك هو التلوث الضوئي الناجم عن الأنشطة البشرية، وقد أجرى الباحثون دراسات مقارنة واسعة لتوثيق هذه الظاهرة وتأثيرها على أنماط التغريد.

اعتمدت الدراسة على بيانات مشروع BirdWeather، الذي يشارك فيه الهواة من خلال أجهزة صوتية رصدت أصوات البيئة المحيطة، فعند تحليل هذه البيانات، تم فصل أصوات الطيور عن الأصوات الأخرى، مما ساهم في تأسيس خريطة تفاعلية تُظهر تنوعها ونشاطها، وفقاً للمعلومات الواردة من موقع newatlas.

ركزت الأبحاث على 583 نوعاً من الطيور النهارية، ووجدت أن الأنواع التي تعيش في المناطق الملوثة ضوئياً بدأت تغني بشكل مبكر، حيث تمتد فترة تغريدها الإضافية إلى 50 دقيقة، ويظهر أن هذا التأثير يزداد وضوحاً مع الطيور ذات العيون الكبيرة والأعشاش المفتوحة خلال موسم التكاثر.

على الرغم من الفوائد المحتملة، لا يزال العلماء غير واثقين تماماً من العواقب، فرغم أن زيادة فترة التغريد قد تتيح فرصاً أكبر للبحث عن الطعام، فإنها قد تؤدي إلى مزيد من التعب وقلة الراحة، مما يثير تساؤلات حول تأثيرات التلوث الضوئي على صحة الطيور وسلوكها الاجتماعي.

التلوث الضوئي لا يقتصر تأثيره على الطيور فقط، بل يعم تأثيره أكثر من 80% من الكائنات الحية تحت سماء ملوثة، وهو ما يعرف بتوهج السماء، وقد تسبب هذا التفاعل في تدهور البيئة، من التحركات المهاجرة للطيور إلى التأثير على التوازن البيئي للكائنات الأخرى مثل السلاحف البحرية.

يدعو الباحثون إلى القيام بدراسات أكثر عمقاً لفهم تأثيرات الضوء الاصطناعي على النظم البيئية، ويلفتون النظر إلى الحاجة إلى سياسات دولية مثل جهود مكافحة تغير المناخ، وذلك بهدف تقليل التلوث الضوئي والحفاظ على التوازن الطبيعي في البيئات المحيطة.