نيك كليج ينتقد وادي السيليكون بسبب التعالي والشكوى غير المبررة

نيك كليج، الذي شغل منصب نائب رئيس الوزراء البريطاني السابق، يوجه انتقادات حادة تجاه وادي السيليكون، حيث يتناول ثقافته المليئة بالتعالي والامتيازات. يعتبر كليج أن العديد من رجال التكنولوجيا يروجون لصورة الضحية رغم ثرائهم، ويصف ذلك بالمفارقة الساخره التي تعكس الشعور بالنقص وسط كل تلك النجاحات والامتيازات المتاحة لهم.

في حديثه مع صحيفة الجارديان، قبل إصدار كتابه الجديد “كيف ننقذ الإنترنت”، سلط كليج الضوء على السلوكيات السلبية التي تتجلى في مجتمع التكنولوجيا بولاية كاليفورنيا، مشيرًا إلى أن الشخصيات البارزة في هذا القطاع تخلط بين مفهوم الرجولة وقلة الحيلة، مؤكداً أن هذا المفهوم لا يتماشى مع واقعهم الميسور وبحبوحة العيش.

أضاف كليج أنه “خلال زيارتي إلى وادي السيليكون، غالبًا ما أشعر بالتشابه الكبير بين الأفراد، حيث يعتمد الجميع على نفس الأنماط السلوكية والاهتمامات”، مشيرًا إلى أن هؤلاء الأفراد يرتدون الملابس نفسها ويستمعون إلى ذات المدونات الصوتية، مما يخلق نوعًا من التماهي غير الصحي بينهم.

بينما أشاد كليج بمؤسس ميتا مارك زوكربيرج بصفته شخصًا فضوليًا ومفكرًا، أكد أن انتقاداته لا تستهدفه بل تعكس رغبته في تصحيح المسار الثقافي بشكل عام في وادي السيليكون، مُشيرًا إلى أن السلوك المتعجرف هي ظاهرة أكثر انتشارًا من مجرد فردية.

في سياق متصل، انتقد كليج تصرفات إيلون ماسك وأسلوبه، موضحًا أن هذه التصرفات تمثل جانبًا من الثقافة السلبية التي يعاني منها قطاع التكنولوجيا، معربًا عن اعتقاده بأن الشعور بالأمان في الامتيازات يمكن أن يؤدي إلى نظرة مقلوبة تجاه المساواة، والتي باتت تُعتبر تهديدًا للامتياز نفسه.

تتزامن تعليقات كليج مع تحولات سياسية في وادي السيليكون، حيث تسعي بعض قيادات التكنولوجيا إلى التقارب من شخصيات سياسية صادمة، وذلك في وقتٍ يتقلص فيه الفارق بين عالم التكنولوجيا والسياسة، وقد استقال كليج قبيل تبلور هذه المتغيرات.

ينتظر القراء كتاب كليج الجديد، حيث يقدم فيه تفاصيل فريدة عن حياته وتجربته داخل واحدة من الشركات الأكثر تأثيرًا في العالم، فقد انضم إلى ميتا كمسؤول عالمي في عام 2018 وتدرج في المناصب حتى أصبح رئيس الشؤون العالمية، حيث ركز على السياسة واستراتيجيات مكافحة المعلومات المضللة.