إعادة اكتشاف وابتكار استراتيجيات مرنة في الدوري المصري على غرار بريميرليج

عاد نادي وادي دجلة مجددًا إلى صراع الدوري المصري الممتاز مع تقديم أسلوب حديث يعمل على جذب الأنظار في المسابقة المحلية، نقطة الافتراق الرئيسية كانت استخدام سلاح فريد يتمثل في رميات التماس، وهو التكتيك الذي أثبت فعاليته في الجولات الأولى من البطولة، ما أثار فضول المتابعين وأضفى الإثارة على المباريات.
تحت قيادة المدرب محمد الشيخ، استعار وادي دجلة أسلوب رميات التماس الذي عُرف بمدى تأثيره في الدوري الإنجليزي الممتاز، حيث تم استغلاله بشكل مبتكر، هذا التكتيك يعد مؤشرًا على تطور استراتيجيات الفرق المصرية في محاولة تحقيق نتائج إيجابية، وهو ما يُظهر تفرد دجلة في الفترة الحالية.
كان نادي ستوك سيتي رائدًا في استخدام رميات التماس بموسم 2008-2009، بفضل المدرب توني بوليس واللاعب الدولي الإيرلندي روري ديلاب الذي استطاع تحويل هذه الركلة إلى سلاح هجومي فعال، مما أسفر عن نجاحات لافتة للستوك في ذلك الموسم على مختلف الأصعدة، وهو ما جعله نمطًا يُحتذى في العالم.
تمتاز رميات التماس الطويلة التي أطلقها ديلاب بالدرجة العالية من الدقة، مما ساعد ستوك على هز شباك العديد من الفرق الكبيرة آنذاك، إذ لجأ بوليس لتضييق الملعب لزيادة الفرص الناتجة من رميات التماس، مما يجعله مرجعًا لأساليب اللعب الحديثة التي تعتمد على الاستفادة من نقاط القوة.
هزيمة أرسنال في عام 2009 كانت واحدة من أبرز استعراضات فعالية رميات ديلاب، إذ أدت سلاحه الاعتيادي إلى ارتباك في صفوف الفريق، وتحت أعين المدرب الشهير أرسين فينجر وُضعت فكرة تعديل القوانين المتعلقة بهذه اللعبة، لتبين أن التكييف مع هذه الأساليب هو جزء من الثقافة الكروية الحديثة.
فريق وادي دجلة بدأ استخدام رميات التماس الطويلة منذ بداية الموسم الحالي، مُظهرا أنها ليست مجرد حيلة، لكن أسلوبً يعتمد عليه لإيجاد فرص قائمة، وهذا التأكيد تم عكسه خلال المباريات ضد فرق مثل بيراميدز وبتروجيت، مما يشير إلى وجود آفاق جديدة لفريقهم.
كان هناك مطالبة لضربة جزاء أثناء مباراة بتروجيت، وهي بداية جاءت من رمية تماس، لكن الحكم لم يستجب، مما أثار ردود فعل متفاوتة من الجهاز الفني واللاعبين، هذا النوع من التكتيك يوضح كيف يسعى دجلة للاستفادة من كل ثانية وكل كرة داخل الملعب لتحقيق الأفضل.
في المباراة الأخيرة ضد زد، بدأ وادي دجلة يحقق النجاح بوضوح باستخدام هذا الأسلوب، بعد أن هدد مرمى الخصم مبكرًا برميات تماس ساعدت على تشكيل ضغط قوي على الدفاع، بما يعكس التزامه بخطته التي أثبتت نجاحها وسط أجواء المنافسة الملتهبة.
التسجيل جاء بعد سلسلة من الفعاليات، ليحقق دجلة انتصارًا على زد بثنائية، وهو ما يُظهر كيف أن هذه الاستراتيجية بدأت تؤتي ثمارها بعد تجربة وتحضير جاد على أرض الملعب، حيث استطاع الفريق استغلال جميع العوامل لتحقيق أهدافه، وهذا يُعتبر خطوة موفقة نحو بناء هوية كروية فريدة.
وفرت الصفعات الكروية التسع التي تم انضمامها إلى النادي الفرصة للمدرب لخلق تكتيكات مبتكرة، على الرغم من عدم وجود أسماء بارزة، إلا أن التركيز على أسلوب لعب مختلف يعكس رغبة دجلة في تجاوز المألوف ومحاولة محاكاة تجربة ستوك في الدوري الإنجليزي، لكن بتطويرات تلائم خوض المعترك المحلي.