اكتشف دور الحوكمة وإدارة المخاطر في التأمين
يواجه قطاع التأمين مجموعة من المخاطر التي تتنوع بين الأخطار السيبرانية والأخطار التشغيلية وأخطار الالتزام، وهذه المخاطر تتطور باستمرار وتصاحبها إجراءات تنظيمية صارمة، لذلك فإن الأساليب التقليدية في إدارة هذه الأخطار لم تعد كافية لمواجهة التحديات الحديثة التي تبرز نتيجة التحول الرقمي المتسارع، مما يتطلب إدخال إطار “الحوكمة وإدارة الخطر والالتزام” GRC.
تمثل صناعة التأمين بيئة تنظيمية معقدة مما يستدعي تطبيق إطار GRC بفعالية، هذا الإطار يعزز الاستقرار المالي ويساعد الشركات في حماية أصولها، كما يضمن التزامها باللوائح وقوانين حماية العملاء، بالإضافة إلى تحسين الكفاءة التشغيلية عن طريق تقليل الازدواجية وتحسين عمليات اتخاذ القرار، مما يعود بالنفع على جميع الأطراف المعنية.
يتكون إطار GRC من مجموعة من المكونات الأساسية التي يجب التركيز عليها، أولها الحوكمة المؤسسية التي تتطلب هيكلًا واضحًا للمسؤوليات، وتشمل مجالس الإدارة واللجان المتخصصة، إذ تساهم في ضمان تنفيذ مبادئ الحوكمة الرشيدة، مما يعزز من كفاءة العمليات والتزام الشركة بالقوانين المعمول بها.
إدارة الأخطار تمثل عنصرًا محوريًا في هذا الإطار، فهي تشمل جميع مراحل تحديد وتقييم ومعالجة ومراقبة الأخطار، حيث تتوزع هذه الأخطار على عدة فئات يجب على الشركات التعرف عليها وتطبيق استراتيجيات واضحة للتخفيف منها، مما يسهل التعامل مع أي تحديات قد تواجهها.
يتعين أيضًا على شركات التأمين الالتزام بمجموعة من القوانين المحلية والدولية، حيث تشمل هذه الالتزامات حماية البيانات والخصوصية ومكافحة غسل الأموال، بالإضافة إلى ضرورة تحقيق متطلبات الملاءة المالية، وهذا ما يضمن عدم تعرض الشركات للعقوبات والغرامات التي قد تؤثر على سمعتها.
يتطلب نموذج GRC تنفيذ مجموعة من العناصر الأساسية تشمل التعلم والمواءمة والأداء والتقييم، من خلال هذه العناصر يمكن للشركات تحسين استراتيجياتها، وضمان توافق العمليات مع الأهداف العامة، مما يسهم في تعزيز كفاءة العمل الداخلي وفعالية الأداء.
هناك العديد من الحلول والممارسات التي يمكن أن تساعد الشركات على تطبيق إطار GRC بشكل فعال، مثل الاستثمار في التكنولوجيا الحديثة لتبسيط العمليات وزيادة كفاءة التحليل، كما أن تطوير الكفاءات وبناء ثقافة مؤسسية تدعم الحوكمة والالتزام تعتبر أمورًا ذات أهمية قصوى لتحقيق النتائج المرجوة.
علاوة على ذلك، فإن تعزيز التعاون بين الأقسام المختلفة يسهم في تعزيز التنسيق وضمان تنفيذ تدابير الحوكمة بشكل متكامل، ولذلك يتوجب إجراء مراجعات دورية لفعالية الإطار وتحسينه بشكل مستمر لضمان توافقه مع التحولات المستمرة في بيئة العمل.
دور اتحاد شركات التأمين المصرية بارز في دعم تطبيق معايير الحوكمة، حيث أنشأ لجنة متخصصة لدراسة مقترحات الهيئة العامة للرقابة المالية بشأن حوكمة الشركات، وقد بادرت هذه اللجنة بتقديم مجموعة من الخطوات الضرورية لتحقيق أعلى درجات الشفافية.
شهدت هذه اللجنة ورشة عمل لتسليط الضوء على الأبعاد العملية لإدارة الأخطار، حيث تناولت أهم العناصر المطلوبة، مثل بناء هيكل حوكمي قوي، وتحديد استراتيجيات الأخطار، ووجود سياسات وإجراءات كافية لضمان إدارة فعالة للأخطار ومراقبتها.
كما تم التأكيد خلال اللقاء على ضرورة توفير كفاءات مؤهلة من حيث الخبرات للتعامل مع هذه المخاطر، مما يضمن استمرارية شركات التأمين في تحقيق أهدافها بأعلى مستوى من الكفاءة والامتثال للقوانين المنظمة، وهذا يساهم في تعزيز قدرتها التنافسية في السوق.
تشمل المخاطر التي تواجه شركات التأمين أخطارًا متعددة منها الأخطار القانونية والتنظيمية وأخطار السوق، بالإضافة إلى الأخطار التشغيلية والائتمانية، ولذلك يجب أن تركز الشركات على تطوير الأطر الإدارية والتنظيمية لتحقيق الاستدامة والامتثال للأهداف الاستراتيجية باستخدام أفضل الممارسات المتعارف عليها.
