تشواميني يتحول من مدافع قوي إلى مفتاح توازن ريال مدريد الجديد
وصل اللاعب أوريلين تشواميني إلى ريال مدريد ومعه سمعة قوية سابقة في عالم كرة القدم، يتميز اللاعب بموهبة فطرية تجعله يجذب الأنظار في خط الوسط، لكن التكيف مع أسلوب اللعب في سانتياجو برنابيو كانت له تحدياته، ومع مرور الوقت ومع وجود تشابي ألونسو كمدرب، بدأ تشواميني يستعيد مستواه الرائع الذي عُرف به.
استأنف الفريق إيقاعه تحت قيادة تشابي، وتمكينه تشواميني من التألق كان إحدى نقاط التحول، ومع حصوله على مساحة كافية للتعبير عن إمكانياته الهجومية، أصبح بإمكانه التقدم إلى أماكن أكثر تأثيرًا، هذه التغييرات جعلته محوريًا في بداية موسم 2025-2026 بدوره في صناعة اللعب وتقديم المساعدة نحو الهجمات.
تشواميني يمتلك صفات مميزة كانت واضحة خلال فترته مع موناكو، استثمر ريال مدريد 80 مليون يورو من أجل ضمه، لكن تحت قيادة كارلو أنشيلوتي، عانى من صعوبات في التكيف، خاصة في المباريات التي يكون فيها الاستحواذ بيد المنافس، هنا بدأت تظهر قيمة اللاعب الحقيقية خاصة بعد انتقاله لمركز قلب الدفاع.
تجربته كقلب دفاع ساهمت في تطويره بشكل ملحوظ، تلك المباريات التي خاضها في هذا المركز كانت كفيلة بتحسين فهمه للمساحات داخل الملعب، ليصبح بذلك عنصرًا ثمينًا يعتمد عليه الفريق، لم يتوقف الأمر هنا بل أظهر كفاءة عالية حتى خلال مشاركته في كأس العالم للأندية مع فريقه.
ظهر تأثير تشواميني بشكل واضح من خلال الأرقام، ففي بداية الموسم الماضي لمس الكرة 252 مرة بينما عادت تلك الأرقام في الموسم الحالي لتظهر بشكل مختلف، 154 لمسة، هذا التغيير يعكس قراءة اللاعب الأفضل للمباراة وقدرته على التأثير الإيجابي سواء في الجانب الهجومي أو الدفاعي.
خريطة تحركاته في المباريات الأخيرة توضح مدى تطوره، تحت إشراف تشابي، أصبح ريال مدريد يسجل سيطرة أكبر، ما أتاح لتشواميني فرصة العودة إلى أسلوبه المعروف في موناكو، حيث أصبح أكثر قدرة على صناعة الفرص واستغلال الكرة الثانية بشكل فعال.
في الجانب الدفاعي، يظل تشواميني عنصر ضغط كبير، فقد أصبح يشعر بالراحة عند تنفيذ الضغط العالي على الخصم عند فقد الكرة، مما يعقد مهام المنافسين في الهجوم، وبهذا استطاع أن يرسم صورة لاعب متكامل يتناسب مع احتياجات ريال مدريد في الموسم الحالي.
اللحظة المفصلية كانت أثناء تسجيل الهدف الأول أمام أوفييدو، تجاوب تشواميني السريع مع مجريات اللعب جعل منه سببًا هامًا في تحويل الكرة إلى خصمه. هذا الأداء القوي تجلى في ست حالات افتكاك، مما يبرز ذكاءه وقدرته على تقديم مستويات عالية.
تشواميني يحقق أرقامًا مثيرة مقارنة بأبرز لاعبي الوسط، فقد ظهر بوضوح في الجولات الأولى بمعدل دقة تصل إلى 93.5% في التمريرات، إضافة إلى نجاحه في الافتكاكات بنسبة 87.5%، وتفوّق واضح في الكرات الهوائية، مما يجعله أحد أبرز النجوم في دوريات أوروبا الكبرى.
بهذه الأرقام، يعكس تشواميني مدى التوازن الذي تمكن من تحقيقه بين الصلابة الدفاعية والدور الهجومي، وبفضل تشابي ألونسو، استعاد اللاعب مرونته التكتيكية، مما يضعه على الطريق ليكون واحدًا من أعظم المواهب في كرة القدم حاليًا.
