سيف الدين الجزيري يضيء مع الزمالك لكن فيريرا يستبعده لأسباب غامضة
أثار مهاجم نادي الزمالك التونسي سيف الدين الجزيري جدلاً كبيرًا في الوسط الرياضي وذلك بعد التصريحات الخاصة بالمدير الفني البلجيكي يانيك فيريرا والذي أعلن عن استبعاد الجزيري من المشاركة في المباريات المقبلة، ويشير هذا الاستبعاد إلى وجود خلافات داخلية قد تؤثر على مستقبل اللاعب مع النادي المصري خلال الفترة المقبلة.
تجدر الإشارة إلى أن أزمة الجزيري بدأت قبل بداية الموسم، وسط شائعات حول رحيله عن الزمالك، حيث كان يسعى لتسويق نفسه وإفساح المجال للتعاقد مع مهاجم أجنبي، ولاقى الجزيري عروضًا للرحيل لكنه قرر البقاء بعد تراجع الزمالك عن فكرة الاستغناء عنه، وهو ما أثار تساؤلات حول موقفه الحالي.
بعد مباراة الزمالك وفاركو التي انتهت بالفوز بهدف نظيف، فجّر فيريرا مفاجأة خلال المؤتمر الصحفي بقوله “لن تشاهدوا سيف الجزيري بعد الآن”، مشددًا على استعداده للاعتماد على عدي الدباغ بسبب جاهزيته البدنية، وهو ما أثار علامات الاستفهام حول أسباب هذا القرار المفاجئ.
مصدر داخل الزمالك أفاد بأن الأزمة بدأت عندما طلب فيريرا من الجزيري اللعب في مركز الجناح لكنه اعترض وأصر على المشاركة كمهاجم صريح، مما أدى إلى حدوث مشادة بين الطرفين، وانتهت بخروج الجزيري من قائمة المباراة بشكل رسمي بعد هذه الواقعة.
في ذات السياق، علق محامي اللاعب أنيس بن نيم قائلًا: “لا تعليق”، ومع ذلك، كشف مصدر أن الجزيري أعرب عن استيائه البالغ من تصريحات مدربه، خاصة أنه تمسك بالاستمرار في الزمالك رغم العروض التي تلقاها، مما يسلط الضوء على تعقيدات هذه الأزمة المتزايدة.
حسب المعلومات من الإعلامي أمير هشام، اندلعت أزمة أخرى في مران الزمالك عندما اعترض الجزيري على طلب فيريرا باللعب كجناح، وازداد الوضع سوءًا حين أخبر المدرب مترجمه بضرورة إخطار اللاعب بمغادرة التدريب إذا لم يلتزم، وهو ما دفع الجزيري للانسحاب.
الأزمة تفاقمت حينما عاد الجزيري لمحاولة المشاركة في التدريب، حيث فوجئ بقرار رسمي من المدرب بإيقافه عن التدريبات، مما جعله يطلب إخطارًا مكتوبًا بهذا القرار والذي يعكس القلق الموجود في صفوف الفريق حول استمرارية هذا اللاعب المهم.
وفقًا لتصريحات أمير هشام، المهاجم التونسي يدرس حاليًا التقدم بشكوى رسمية ضد الزمالك لدى الفيفا بدعوى سوء المعاملة من الجهاز الفني، وفي ظل هذه الظروف قد تتطور الأزمة بشكل أكبر مما قد يؤثر على مستقبل التواصل بين الجزيري والإدارة.
تظل أوضاع سيف الدين الجزيري مع الزمالك محل تساؤل، فمع إصرار فيريرا على استبعاده ووجود عدي الدباغ الجاهز، يبدو أن الاتّجاه المقبل لن يكون سهلًا على اللاعب في الأمور الفنية أو الإدارية داخل النادي.
عقد الجزيري مع الزمالك يمتد حتى يونيو 2027، مما يعني أن الإدارة تواجه خيارين، إما حل الأزمة مع اللاعب لإعادته إلى التشكيلة أو السعي للحصول على عرض خارجي للاستفادة منه ماليًا خاصة في ظل تعقد الموقف الحالي.
بحسب إحصائيات ترانسفير ماركت، يظهر أن الجزيري لم يحظَ بفرص كثيرة هذا الموسم، حيث شارك في مباراة واحدة فقط أمام سيراميكا كليوباترا ولم يسجل أو يصنع أي هدف، وأرقام أدائه تمثل تراجعًا كبيرًا مقارنةً بموسماته الماضية.
هل ستغير هذه الأمور من قيمة سيف الدين الجزيري في عيون الجماهير؟ يمكن القول إن العديد من مشجعي الزمالك يعتبرون هذه الفترة صعبة على اللاعب الذي كان يُنظر إليه كأحد الأعمدة الأساسية في الفريق، ومع تراجع مشاركاته، من المتوقع أن يُعيد النادي تقييم الأمور.
انضم سيف الدين الجزيري إلى الزمالك في صيف 2021 مستقطبًا من المقاولون العرب، ومنذ ذلك الحين أصبح جزءًا مهمًا من تركيبة الفريق، حيث سجل عددًا كبيرًا من الأهداف وصنع العديد من الفرص الهجومية مما يعكس أهمية وجوده ضمن صفوف الفريق.
تتواجد لدى الجزيري العديد من البطولات التي حققها مع الزمالك منها الدوري المصري وكأس مصر والسوبر الإفريقي، ورغم هذا النجاح، إلا أن الأوضاع الحالية تقف أمامه عائقًا كبيرًا في مسيرته، مما يُنذر بمستقبل غامض.
تبلغ القيمة السوقية للجزيري 400 ألف يورو، وهذا على الرغم من كونه كان قد سجل قيمته في الماضي عند 1.5 مليون يورو، ويدل ذلك على تراجع في أدائه وتعاملات السوق حوله مما يثير القلق أيضًا بشأن مستقبله مع الفريق واستمرار وجوده.
الإحصائيات العامة لسيف الدين الجزيري مع الأندية تظهر تأثيره في مختلف النزالات، حيث أقام 285 مباراة وسجل 64 هدفًا، ومع ذلك فإن أرقامه الأخيرة مع الزمالك تُعتبر غير مبشرة، مما يلزم التفكير في خطوات أخرى له بدنيًا ونفسيًا للفترة المقبلة.
