الرسوم الجمركية الأمريكية الجديدة تؤثر على العلاقات التجارية مع الهند بدءًا من اليوم

دخل اليوم قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حيز التنفيذ بمضاعفة الرسوم الجمركية على السلع الواردة من الهند لتصل إلى نسبة 50 بالمئة، تأتي هذه الخطوة في إطار سياسات تجارية تهدف إلى حماية الصناعة المحلية وتعزيز الاقتصاد الأمريكي، وقد أثارت هذه الرسوم ردود فعل متباينة لدى المصدرين الهنود الذين سيواجهون تحديات كبيرة في الأسواق الدولية.
تتضمن الزيادة الرسوم السابقة التي كانت تصل إلى 25 بالمئة على مجموعة من المنتجات الهندية، بينما تضاف إليها رسوم عقابية أخرى بحق مشتريات الهند من النفط الروسي، تشمل هذه الرسوم الملابس والأحجار الكريمة والمجوهرات فضلاً عن الأحذية والسلع الرياضية والأثاث والمواد الكيميائية، مما قد يؤثر سلباً على التبادل التجاري بين البلدين.
وفي تعليق له، أشار مسؤول في وزارة التجارة الهندية إلى أن الحكومة ستقدم الدعم المالي للمصدرين المتضررين، كما سيتم تشجيعهم على تنويع أسواقهم والبحث عن فرص جديدة في أسواق مثل الصين وأمريكا اللاتينية والشرق الأوسط، يهدف هذا الجهد إلى تقليل الاعتماد على السوق الأمريكية فقط.
وفقاً لإشعار صادر عن هيئة الجمارك الأمريكية، فإن السلع الهندية التي كانت في طريقها إلى الولايات المتحدة قبل منتصف ليل الثلاثاء ستستفيد من إعفاء مؤقت لمدة ثلاثة أسابيع، بينما ستخضع الرسوم الجديدة للشحنات التي تصل إلى الولايات المتحدة بعد 17 سبتمبر، مما يعطي بعض الوقت للمصدرين للتكيّف مع المتغيرات الجديدة.
تستثني الإجراءات الجديدة بعض المنتجات مثل الصلب والألومنيوم والسيارات، والتي تخضع بالفعل لرسوم تصل إلى 50 بالمئة بموجب قانون “الأمن القومي التجاري”، المعروف باسم “المادة 232″، يأتي ذلك في وقت تعاني فيه الدول المنافسة من تحديات اقتصادية مشابهة.
بلغ إجمالي تجارة السلع بين أمريكا والهند 129 مليار دولار في عام 2024، مع عجز تجاري لصالح الهند بنحو 45.8 مليار دولار، ووفق بيانات مكتب الإحصاء الأمريكي، تعتبر هذه الأرقام مؤشراً على عمق العلاقات التجارية بين البلدين رغم التوترات الحالية.
تشير تقديرات مجموعات تجارية إلى أن نحو 55 بالمئة من الصادرات الهندية إلى الولايات المتحدة، والتي تبلغ قيمتها 87 مليار دولار، يمكن أن تتأثر بهذه الزيادات في الرسوم، مما قد يعطي فرصة للمنافسين مثل فيتنام وبنغلادش والصين لدخول السوق الأمريكية والدخول في مجالات جديدة.