الذكاء الاصطناعي: هل يصبح رفيق دراستنا أم تهديدًا لتفكيرنا المستقل؟
أصبح الذكاء الاصطناعي جزءًا لا يتجزأ من تجربة التعليم الجامعي في الآونة الأخيرة، ومع ذلك لا يزال الطلاب يقعون في حيرة من تأثيره على سياسات التعلم، واستطلاع أجرته منصة Inside Higher Ed أظهر أن العديد من الطلاب يعتمدون على أدوات الذكاء الاصطناعي لدعم تعلمهم، لكن تتراود مخاوف من تأثيره على التفكير النقدي لديهم.
بينما اعترف أغلب المشاركين في الاستطلاع باستخدام أدوات مثل ChatGPT، إلا أن الكثير منهم وضحوا أنهم لا يعتمدون عليها بديلاً عن مهامهم الدراسية، بل يعتبرونها أداة مساعدة في تقديم الأفكار وتبسيط المفاهيم المعقدة، أو مراجعة المحتوى قبل الامتحانات لضمان الاستعداد الجيد.
على الجانب الآخر، تمت الإشارة إلى أن قلة من الطلاب يعتمدون على الذكاء الاصطناعي في إنجاز المهام بشكل كامل، مثل كتابة المقالات، وقد أظهر هؤلاء شعورًا أقل بالثقة في قدرتهم على معالجة المشكلات بأنفسهم، مما يطرح تساؤلات حول تأثير ذلك على مهاراتهم في المستقبل.
عند استفسار الطلاب عن أسباب اعتمادهم المفرط على الذكاء الاصطناعي، أوضح الكثير منهم أنهم تحت ضغط تحقيق أداء أكاديمي جيد، بالإضافة إلى صيغة الوقت الضيق، وهو ما يعد مصدر قلق خاص للطلاب الذين لديهم مسؤوليات متعددة، مثل العمل أو العائلة، مما يجعلهم أكثر عرضة لاستخدام هذه الأدوات.
من اللافت اینکه قلة من الطلاب تراشقوا اللوم على السياسات الجامعية، بينما ربط الآخرون استخدام الذكاء الاصطناعي بعدم خطورة العقوبات، حيث لاحظوا أن بعض زملائهم يتجاهلون القواعد دون تتبع عواقب، وهذا يثير تساؤلات حول مدى وجود نظام واضح لإدارة هذا الاستخدام.
على الرغم من فوائد الذكاء الاصطناعي في توفير الوقت، يشعر الطلاب بعدم الاطمئنان تجاه تأثيره على العدالة الأكاديمية، حيث يخشى البعض من أن يؤدي الاستعمال غير المنظم لهذه الأدوات إلى تقويض الجهود الفردية، وإحداث فرق كبير في بيئة التعلم، مما قد يؤثر سلبًا على التحصيل الدراسي.
غالبية الطلاب حذروا من أن الجامعات ينبغي أن تتبنى سياسات تعليمية تعزز الاستخدام الحكيم للذكاء الاصطناعي، بدلاً من مجرد فرض العقوبات على التجريب، إذ يفضل الطلاب أن يساعدهم التعليم الجامعي على تعلم كيفية استخدام هذه التكنولوجيا بشكل مسؤول وفعال، بما يضمن تحسين تجربة التعلم.
