تأثير التكنولوجيا الرقمية على جيل ألفا وأسرهم في المملكة دراسة جديدة من “إثراء”

أطلق مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي “إثراء” دراسة فريدة بعنوان “الحقيقة حول الحياة الأسرية في العصر الرقمي” ضمن برنامج الاتزان الرقمي “سينك”، حيث تناولت الدراسة تأثير التكنولوجيا الرقمية على جيل ألفا وأسرهم، تم الإعلان عن هذا الإنجاز خلال قمة “سينك” التي انعقدت بموازاة الندوة العالمية لمنظمي الاتصالات 2025 بالصوت والقوة وبالتحولات السريعة للمجتمع العربي.
أوضح الدكتور فهد البياهي، رئيس برنامج “سينك”، أن التقرير يهدف إلى تقديم رؤية متكاملة لفهم كيفية تشكيل التقنية الحديثة لمرحلة الطفولة، ويعكس دعوة ملحة للعمل لضمان ازدهار الجيل القادم في العصر الرقمي المتسارع، بحيث يسعى “سينك” إلى تعزيز الحوار الثقافي المحلي بإطار عالمي يعكس القضايا الرئيسية التي تواجه الأسر.
أشارت سمو الأميرة نوف بنت محمد، الرئيسة التنفيذية لمؤسسة الملك خالد، إلى أهمية مجابهة المخاطر التقنية، حيث أكدت ضرورة التصدي للمحتوى الضار الموجود على الإنترنت، مشددة على أهمية تمكين الأسرة من مواجهة هذه التحديات، ودعم الجهات التعليمية لمواجهة الآثار السلبية الناجمة عن التحول الرقمي، بصفتها عوامل أساسية للحماية الأسرية.
أكدت الأميرة نوف أن المخاطر الحقيقية لا تكمن في تطور التكنولوجيا، بل في حماية جيل ألفا من الاستغلال الرقمي والمحتوى المضلل الذي يؤثر على قيمهم وهويتهم الثقافية، داعيةً إلى تطوير تشريعات صارمة لمواجهة الاستغلال عبر الفضاء الافتراضي، لبناء بيئة صحية لتعزيز مناعة الأطفال وتأهيلهم لمستقبل واعٍ وقوي.
دعت سموها إلى تزويد الآباء والمعلمين بأساليب فعالة لمواجهة التلاعب الاستهلاكي، مما يساعدهم على نقل المعرفة للأجيال القادمة، واستخدام تقنيات الهندسة السلوكية للحد من الإدمان، ويُمثل ذلك خطوة أساسية لبناء أفراد قادرين على السيطرة على حياتهم الرقمية وتوجهاتهم.
تهدف القمة إلى توفير عالم يستطيع فيه كل فرد التحكم في حياته الرقمية الحرة، وتعتبِر الندوة العالمية لمنظمي الاتصالات منصة حيوية تجمع القادة وصناع القرار والخبراء لمناقشة التطورات الحاصلة في مجالات الاتصالات وتقنية المعلومات بشكل مستمر ومعاصر، بهدف تحقيق تقدم مستدام.
حملت قمة “سينك” رسالة بالغة الأهمية تحت شعار “جيل ألفا، جيل الذكاء الاصطناعي.. من يحمي جيلنا القادم؟”، وجمعت أصوات عالمية من مجالات التقنية والتربية والسياسات، لاستكشاف أطر فعلية تسهم في حماية الأطفال، وتحافظ على الثقافة، وتعزز الابتكار والإبداع في المستقبل الرقمي.
استعرض التقرير تأثير التقنية على الطفولة في المملكة، مشيراً لإجماع 95% من أولياء الأمور على ضرورة تنظيم الحكومة للمحتوى الرقمي، حيث يعبر نصفهم عن أهمية حملات التعليم كوسيلة فعالة، ويحرصون على متابعة محتوى الشاشات لضمان ملاءمته لقيم وثقافة المجتمع السعودي.
تناولت القمة إعداد تقرير خاص بجيل ألفا استغرق عامين لجمع آراء 750 مشاركًا، بما في ذلك أولياء الأمور والمعلمين والخبراء، حيث جُمعت بين البيانات الكمية والنوعية لتعزيز الفهم حول متطلبات جيل الأطفال في العصر الرقمي الحالي والطبيعة الثقافية المشتركة.
أظهرت نتائج التقرير أن 85% من المشاركين يرون أن التقنية تدعم التعليم والصحة، مما يعكس أهمية التوازن بين التطور الرقمي والحفاظ على القيم، بينما طالب 90% بوضع ضوابط لحماية الهوية الثقافية، وهذا يظهر التقدير الواسع لدور التقنية في تعزيز الوصول إلى المعلومات.
مددت جهود “سينك” لإيضاح المخاطر والمساهمة في صياغة سياسات شاملة تهدف إلى تعزيز بيئات رقمية صحية، مع اعتبار نتائج هذا التقرير أساسًا للحملات التعليمية المستقبلية، مسلطةً الضوء على أهمية المشاركة الفعالة للأسر في تشكيل التحول الرقمي بما يتماشى مع قيم المجتمع.